الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

تاثير الالعاب الالكترونية والحاسوب علي طفلك

http://www.banaat.com/image/computer-kid.gif

تساهم الألعاب المختلفة التي يستخدمها الأطفال بشكل أو بآخر في نموهم العقلي وتطور من طرق التفكير لديهم.

وينبغي التعامل بحذر مع الألعاب التي يستخدمها أطفالنا، خصوصا الألعاب المستحدثة كألعاب الفيديو والحاسوب، والتي تحتوي على كم كبير من مشاهد العنف كالقتل وغيرها.

وأثبتت الدراسات الحديثة وجود العديد من السلبيات لتلك الألعاب لعل أبرزها تنمية السلوك العدواني لدى الطفل.

وجرت خلال العشرين عاما الماضية العديد من الدراسات للوقوف على مدى تأثير المشاهد العدوانية في السينما والتلفزيون وألعاب الفيديو والحاسوب على شخصية الطفل وسلوكه.

وأشارت نتائج تلك الدراسات إلى وجود تأثيرات سلبية بالفعل لتلك الوسائل ككل، لكن مع وجود زيادة واضحة للتأثيرات السلبية لألعاب الفيديو والحاسوب وذلك لطبيعتها التفاعلية مع الطفل.

ووجدت الدراسات أيضا بأن مشاهد العنف في هذه الوسائل تزيد من العدوانية لدى الطفل على المدى القصير، من خلال التأثير على حالة الطفل الداخلية بزيادة التهيج المؤقت لديه أو بإيصاله لحالة من العدوانية البسيطة.

وحاول الباحثون معرفة ما إذا كانت هناك تأثيرات سلبية لتلك الوسائل على قدرات الطفل المعرفية نظرا لكون التعليم لديه يعتمد على كيفية تفهمه لحدث معين وقع في المنزل أو المدرسة، وترجمة هذا الحدث، وأخيرا الحكم عليه إن كان بالسلب أو الإيجاب.

وتبين وجود تأثيرات سلبية واضحة لألعاب الفيديو والحاسوب على القدرات المعرفية لدى الطفل للأسباب التالية:

• القدرة الاستحواذية شبه الكاملة لهذه الألعاب على إدراك الطفل وتفاعله خلال فترة اللعب.

• مكافأة الطفل بمزيد من السلوكات العدوانية عند تحقيق انتصار معين.

• ترسيخ مشاهد العنف التي تحتويها اللعبة في ذهن الطفل وذلك بسبب تكرار لعبها عدة مرات في اليوم الواحد.

وبحسب علماء النفس، فإن تلك الوسائل الثلاث (التفاعل والمكافأة والتكرار) تؤثر وبشكل واضح على تنمية قدرات الطفل المعرفية. إلى جانب ذلك، يوجد مصطلح في علم النفس يسمى التعلم الاجتماعي (Social Learning‏)، والذي يعني اكتساب الطفل للمعرفة عن طريق تقليد ما يدور حوله من دون إدراكه لطبيعة الحدث الذي يقوم بتقليده، الأمر الذي يوضح مدى التأثير السلبي الذي يقع على الطفل عند ممارسته هذه النوعية من الألعاب التي ترتكز على الكثير من مشاهد العنف.

وأثبتت العديد من الدراسات وجود مفاهيم خاطئة تتولد لدى الطفل عند ممارسته تلك الألعاب ومنها:

• جميع المشاكل التي تعترضنا هي عبارة عن مشاكل قابلة للحل من خلال اكتساب المزيد من القدرات الجسدية.

• أفضل طريقة لحل مشكلة معينة هي التخلص النهائي من المسبب لتلك المشكلة.

• لا يمكن مناقشة الأحداث التي تصادفنا، فهي إما صحيحة كليا أو خاطئة كليا.

• يفضل استخدام القدرات الجسدية بدلا من الذهنية لحل المشاكل التي تواجهنا.

وهذا يؤكد أن التأثيرات السلبية لتلك الألعاب لا تقتصر على الجانب السلوكي، وإنما تصل لمحاولة ترسيخ مفهوم إمكانية حل المشاكل بطرق بعيدة عن الأخلاق واحترام الآخر.

أما فيما يتعلق بالكيمياء الدماغية، فقد وجدت الدراسات بأن طبيعة المشاهد التي تمر على الطفل أثناء فترة نموه تؤثر وبشكل كبير على طريقة تعاملاته الاجتماعية، علما بأن هذه التأثيرات تستمر مع الطفل إلى سن المراهقة.

وعلى الجانب الجسدي، وجد الباحثون أن هنالك ارتباطا وثيقا بين زيادة عدد ساعات ممارسة ألعاب الفيديو والحاسوب وبين العديد من الأمراض كالسمنة ومشاكل العضلات والعمود الفقري.